للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحدثنا المصادر أنه بعد سفره إلى بغداد التي ((دخل مكاتبها وقرأ ما فيها من الأدب واللغة والفلسفة والحكمة، وعرف العلماء وحضر مجالسهم ومناظراتهم، واشترك في المجامع العلمية والأدبية الخاصة والعامة، فكان يحضر المجمع الفلسفي الخاص الذي كان يعقد يوم الجمعة بدار عبد السلام البصري)) (١).

في هذه الرحلة تعرض أبو العلاء للإهانة البالغة، ولاقى من خبث حاقديه وشانئيه الكثير (٢)؛ فقرر عند عودته ملازمة داره وعدم الخروج منها، ولكن تلامذته احتالوا لكسر هذه العزلة و ((تسببوا إليه حتى دخلوا عليه)) (٣)؛ فلم تلبث دار أبي العلاء ((أن استحالت إلى مدرسة يؤمها الطلاب الكثيرون من أبعد الأقطار الإسلامية وأنآها (...) كلهم يطلب عنده العلم والأدب، ويلتمس منه المعرفة والفقه بأصول اللغة)) (٤).

ومن أشهر تلامذته: ١ـ على بن المحسن بن على التنوخي القاضي.

٢ـ أبو زكريا التبريزي.

٣ـ الإمام أبو المكارم عبد الوارث بن محمد الأبهر.

٤ـ الفقيه أبو تمام غالب بن عيسى الأنصاري الأندلسي.

٥ـ الخليل عبد الجبار القزويني.

٦ـ أبو طاهر محمد بن أحمد الأنباري.

٧ـ نصر بن صدقة القابسي النحوي.

أما مؤلفاته فقد نقل د. عبد المجيد دياب عن القفطي والذهبي أن ((أكثر كتب أبي العلاء هذه عدمت، وإنما يوجد منها ما خرج عن المعرة قبل هجم الكفار، وقتل من


(١) د. عبد المجيد دياب: أبو العلاء المعري، الزاهد المفترى عليه، ص ٥٠ـ ٥١، المكتبة الثقافية ٤٠٥، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٨٦م
(٢) يراجع المصدر السابق ص ٥٢/ ٥٣
(٣) السابق: ٦٤
(٤) السابق: ٦٦

<<  <   >  >>