للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((.. ((يَرى الإِقدامَ مَأدُبَةً)): يحتمل أن يكون من المأدبة التي هي تأديب؛ أي: يرى إقدامه من الأدب الذي ينبغي أن يستعمل، ويجوز أن يكون من المأدبة إلى الطعام، فهويسيرٌ عليه)))) (١).

والنصوص الأربعة السابقة تشير إلى:

أـ أهمية التقيد بدلالات اللغة وألفاظها في التفسير، ورفض أي تفسير يأتي بدلالة جديدة للفظ لم تأت مرتبطة بهذا اللفظ، ولذلك قال علماء تفسير القرآن إنه من الأهمية ((فهم حقائق الألفاظ المفردة التي أودعها القرآن بحيث يحقق المفسر ذلك من استعمالات أهل اللغة)) (٢). وأنه مما أوقع كثيرا من الفرق الإسلامية في البدع

((حمل ألفاظ القرآن على معان اعتقدوها لتأييدها به)) (٣).

ب ـ تأثر أبي العلاء بأقوال المعتزلة من أنه من ((الواجب على من يتعاطى تفسير غريب الكلام والشعر أن يذكر كل ما يحتمله الكلام من وجوه المعاني)) (٤).

ج ـ كلام أبي العلاء يؤكد أن ((الكلام إذا فقد دلالته اللغوية فليس له أي اعتبار)) (٥). وأصبح مَن شاء يقول ما شاء فيما شاء (٦).


(١) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٣٧ب٣٣]. وينظر أيضا المواضع التالية من ديوان أبي تمام: [١/ ٣٠٢، ب١٣]، [١/ ٣٦٩، ب١]، [٢/ ١٧٤، ب٣٩]، [٢/ ٢١٠، ب٣، هام]، [٢/ ٣٥٢، ب٦]، [٢/ ٣٧١، ب٤٢]، [٢/ ٤١٦، ب٢٠]، [٢/ ٤٢٠، ب٣٣]، [٢/ ٨٥، ب١٧]، [٣/ ١٦٣ ـ١٦٤، ب٢٦، هام]، [٣/ ٣٥، ب١٣]، [٣/ ٣٨، ب٢٣ ـ ٢٤]، [٣/ ٣٩، ب٢٦]، [٣/ ٤٤، ب٤٤]، [٣/ ٥٠، ب١١]، [٤/ ٩٠، ب٧]، [٤/ ٩٣، ب٩]
(٢) السيد محمد رشيد رضا: تفسير المنار، ١/ ١٩، الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٩٠، مع التنبيه على أنه من الخطورة ـ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ ((التفسير بمجرد دلالة اللغة العربية من غير مراعاة المتكلم بالقرآن وهو الله عز وجل والمنزل عليه والمخاطب به)). ينظر: تفسير المنار ١/ ٩، وقد نبه علماء الأصول أيضا على أنه من الشروط التي يجب أن يتحلى بها المجتهد في الدين إتقان اللغة العربية. ينظر: الاجتهاد والتقليد في الإسلام، د. طه جابر فياض العلواني، ص٥٢، دار الأنصار القاهرة ط١، ١٩٧٩م
(٣) تفسير المنار ١/ ٩
(٤) أمالي المرتضي، غرر الفوائد ودرر القلائد، ص ١٨ ـ ١٩
(٥) د. محمد رجب البيومي: خطوات التفسير البياني، ٢/ ١٤٠، سلسلة مجمع البحوث الإسلامية، السنة التاسعة والعشرون ـ الكتاب الأول ١٤١٩/ ١٩٩٨م
(٦) ينظر مثلا تفسير المتصوفة لقوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [الرحمن ١٩]، وما يقوله محيي الدين بن عربي في التفسير المنسوب إليه. خطوات التفسير البياني، ٢/ ١٤٠

<<  <   >  >>