للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَن يَسأَلِ اللهَ أَن يُبقي سَراتَكُمُ ... فَإِنَّما سالَهُ أَن يُبقِيَ الكَرَما [بحر البسيط]

((... وإن همزت ((يسأل)) فإنه أحسن، وإن تخالفت اللغتان، وإن لم تهمزها فجائز، والاختيار الهمز؛ لأنه أصح للوزن)) (١).

ـ وأيضًا: فَما أَبقَيتَ لِلسَّيفِ اليَماني ... شَجًا فيهِم وَلا الرُّمحِ الرُّدَيني

وَقائِعُ أَشرَقَت مِنهُنَّ جَمعٌ ... إِلى خَيفَي مِنًى فَالمَوقِفَينِ [بحر الوافر]

((وثنى ((الخَيْف)) وهوما ارتفع من المسيل، وانحدر عن الجبل، لأنه أراد إقامة الوزن، ذلك جائز على معنى الاتساع، وإنما يجيء في الشعر القديم ((خيف منى))،و ((الخيف من منى)) على التوحيد، إلا أن التثنية والجمع في مثل هذه الأشياء جائزان)) (٢).

٥ـ قرينة الاستعمال اللغوي.

ـ قال عند قول أبي تمام:

يَنبوعُها خَضِلٌ وَحَليُ قَريضِها ... حَليُ الهَدِيِّ وَنَسجُها مَوضونُ [بحر الكامل]

((... و ((الخضل)): الذي قد ابتل، ويجوز أن يكون الطائي لم يقله على هذا النظم؛ لأن الينبوع لا يحسن أن يوصف بـ ((خَضِل) ولكن لوقال: ((غَدِق)) لكان أشبه؛ إذ كانوا يقولون: ((خضلَ ثوبُه))؛ إذا أصابه قطر فبله.)) (٣).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

قَومٌ غَدا طارِفُ المَديحِ لَهُم ... وَوَسمُهُم لائِحٌ عَلى تُلُدِه [بحر المنسرح]

((و ((وسم)) ـ بالسين غير معجمة ـ؛ أي: علامة بالميسم، وهوأشبه من ((الوشم)) بالشين في هذا البيت؛ لأن الوشم يُستَعمل في الأكف والأذرع)) (٤).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ١٧٥ب٥٢].
(٢) يُنْظَرُ شرح التبريزي: [٣/ ٢٩٩ب١٤]، ولمزيد من المواضع تُنْظَرُ المواضع الآتية: [١/ ٤٢٧ب٨]، [١/ ٤٢٩ ـ ٤٣٠ب١٢]، [٤/ ٣٦٢ب٨]، [٤/ ٥٧٠ب١١]، [٢/ ٩٨ب٢].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٣/ ٣٣٠ب٤٢].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٣٢ب٢٠].

<<  <   >  >>