للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ب] أن التبريزي كان على وعي بالتطور الدلالي للألفاظ المستعملة، فهوعلى وعي بأن اللفظة كانت تستخدم في معنى معين في وقت من الأوقات ثم حدث لها تطور دلالي بعد ذلك، وفيما يلي أمثلة:

ـ قال: ((.. أصل ((الوادي)) من قولهم: ((وَدَى)) إذا سال، ثم أهملوا هذه الكلمة؛ فلم يستعملوها إلا في ودى البائل)) (١).

ـ وقال: ((.. أصل: ((الترشيح)) تربية الوحشية ولدها، وتعليمها إياه المشي؛ ثم يستعمل ذلك في كل شيء)) (٢).

ـ وقال: ((.. ((الخُوط)): الغصن، وجمعه: خيطان، وكثُر ذلك حتى قالوا: رجل خُوط؛ إذا كان شابا قويا)) (٣).

[ج] أن من المسموع عند التبريزي ما هورديء، والسبب قلة الاستعمال:

ـ قال عند قول أبي تمام:

قَد كِدتُ أَن أَنسى ظَماءَ جَوانِحي ... مِن بُعدِ شُقَّةِ مَورِدي عَن مَصدَري [بحر الكامل]

((والأشبه أن يكون مد ((الظماء))؛ لأنه تكرر في شعره ممدودا، وذلك رديء؛ لأنه قليل في المستعمل)) (٤).

ـ وقال: ((الإصاخة: إمالة الأذن للسمع، وقد حكيت بالسين، وهي رديئة)).

وظيفة الاستعمال اللغوي عند التبريزي:

(أ) الوظيفة الأولى: بيان الانحرافات الاستعمالية عند أبي تمام:


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ١٨٤ب١٨].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٧٤ب١٨].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٤٢٧ب٨]، وتُنْظَرُ أيضًا المواضع الآتية: [٣/ ٢٨٧ب٢]، [٣/ ٢٧٦ب٢٥]
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٤٥٥ب٢٦].

<<  <   >  >>