للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِيَهنِئ تَنوخًا أَنَّهُم خَيرُ أُسرَةٍ ... إِذا أُحصِيَت أولى البُيوتِ وَعُدَّتِ [بحر الطويل]

((أصل ((البيت)): ما بني من مدر أوشعر أوأدم، وهذا اسم عام، ثم قالوا: ((فلان من أهل بيت))؛ يريدون به الشرف؛ فهذا تخصيص وقع بلفظ العموم، كما يقال: فلان إنسان؛ يريدون به المدح، وقد علم أن بني آدم كلهم يقع عليهم هذا الاسم)) (١).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

نُبُوالمَقيلِ بِهِ وَالمَبيتِ أَقعَصَهُ وَاختِلافُ الهَواءِ [بحر المتقارب]

((... ((المقيل)): الموضع الذي يقيل فيه الإنسان؛ أي: ينام في وقت الهاجرة، وسمي ما شرب في ذلك ((قَيْلا))، وكان أصل ((القيل)): الإقامة في الموضع ثم خُصَّ به شيء دون شيء ...)) (٢).

ـ وقال عند قول أبي تمام:

وَلَوعَضَلتَ عَنِ الأَكفاءِ أَيِّمَها ... وَلَم يَكُن لَكَ في أَطهارِها أَرَبُ

كانَت بَناتِ نُصَيبٍ حينَ ضَنَّ بِها ... عَنِ المَوالي وَلَم تَحفِل بِها العَرَبُ [بحر البسيط]

((... ((الأيم)) التي لا زوج لها، ويقال: ((تأيم الرجل))؛ إذا لم يتزوج، وقد كثر استعمال هذه الكلمة في الرجل إذا ماتت امرأته، وفي المرأة إذا مات زوجها، والشعر القديم يدل على أن ذلك بالموت، وبترك التزويج من غير موت)) (٣).

ونلمح عنده من النصوص ما يفيد فهمه ووعيه بـ ((تعميم الدلالة)):

ـ وقال عند قول أبي تمام:

بيضٌ وَسُمرٌ إِذا ما غَمرَةٌ زَخَرَت ... لِلمَوتِ خُضتَ بِها الأَرواحَ وَالمُهَجا [بحر البسيط]

((.. أصل ((الغمرة)) في الماء الكثير، ثم استعملت لكل أمر شديد)) (٤).


(١) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٠٧ب٣٨].
(٢) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [٤/ ٢٠ب٢٧].
(٣) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٢٥٣ب٤٢].
(٤) يُنْظَرُ ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [١/ ٣٣٤ب٢١].

<<  <   >  >>