للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونلحظ على هذا الجدول التالي:

١ـ عدد الأبيات المستشهد بها لشعراء معروفين في الشرح ٥٢١ بيتا تقريبا، وهي نسبة كبيرة تقرب من خُمْس الأبيات التي شرحها أبو العلاء والتبريزي، وتشير إلى أهمية الشعر في تفسير النصوص العربية، وأنه من الأهمية بمكان الرجوع إليه في تحديد معاني الألفاظ والقواعد النحوية، يقول أبو حاتم الرازي:

((ثم إن للغة العرب ديوانًا ليس لسائر لغات الأمم، وهو الشعر الذي قد قيدوا به المعاني الغربية والألفاظ الشاردة؛ فإذا أحْوِجوا إلى معرفة معنى حرف مستصعب ولفظ نادر التمسوه في الشعر الذي هو ديوان لهم، مُتفق عليه، مَرْضي بحُكمه، مجتمع على صحة معانيه وإحكام أصوله، محتج به على ما اخْتُلِفَ فيه من معاني الألفاظ وأصول اللغة)) (١).

٢ـ أن عدد الشعراء المستشهد بهم قبل عام ١٥٠هـ؛ أي قبل عصر الاحتجاج ثمانية وستون شاعرا، وعدد الشعراء بعد هذا التاريخ عشرة شعراء فقط، وهذا يدل على قبول أبي العلاء والتبريزي لمبدأ نقاء اللغة الذي حدده اللغويون، قال الأصمعي: ختم الشعر بابن هرمة، وقال أبو عبيدة: افتتح الشعر بامرئ القيس، وختم بابن هرمة (٢). ولكن هذا القيد ليس لازما إن وجد من الشعراء المتميزون، من أمثال: ابن الرومي، أبو حية النميري، أبو الشيص محمد بن علي، أبو نواس، البحترى، بشار بن برد، دِعْبِل الخُزاعي، ديك الجن، المتنبي، مسلم بن الوليد الأنصاري. وقد اتبع الزمخشري هذه السنة، فقد كان يستدل ((بنصوص الشعر والنثر الشائع منها وغير الشائع، القديم منها والمعاصر له)) (٣).


(١) كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، ٩٤ تحقيق حسين بن فيض الله الهمداني، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء.
(٢) د. أحمد مختار عمر: البحث اللغوي عند العرب، ٤٣
(٣) الكشاف: ١/ ٥، مقدمة المحقق يوسف الحمادي، وينظر أيضا د. إبراهيم أنيس: من أسرار اللغة، ص ١٣

<<  <   >  >>