للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موقع في الشبه والإشكالات، ومورد للنصوص الظاهرة مورد الإجمال حتى يقع الاختلاف، وذلك مظنة وقوع النزاع)) (١).

ولأهمية هذه المعرفة فقد عُنِي ((سلف الأمة وخلفها عناية خاصة مما أفرد له بالتأليف جماعة سخرهم الله لحفظ أسباب نزول آياته كما حفظ كتابه، ومن هؤلاء: على بن المديني، شيخ البخاري والواحدي، والجعبري وابن حجر، والسيوطي وغيرهم)) (٢).

وقد كان التبريزي حريصًا على ذكر غرض القصيدة قبل البدء في شرحها، فهويَنُصُّ على ـ أويذكر ـ غرض القصيدة من مدح، أورثاء، أوهجاء. وهذا النص ـ أوالذكر ـ لغرض القصيدة من الأهمية بمكان، فهومن الأدوات الرئيسية لفهم القصيدة، فـ ((عندما يتقدم بنا العصر تتطور الحاجة إلى فهم النص لأسباب أخرى لا علاقة لها بفهم المفرادت أو التراكيب، لكنها متعلقة بغياب أمر آخر له أهميته ونعني به الوسط الذي قيلت فيه القصيدة، حين تتجه مسمياتها إلى بيئة معينة أو مقصد آخر خفي على السامع أو القارئ. (...) فإدراك المناسبة أمر مهم لفهم إشارات النص وتلمس مقاصده، وإلا لأصبح الفهم عقيما وأحيانا بعيدا كل البعد من مراد الشاعر أو هدف القصيدة، وهذا هو أحد مبررات قيام الشرح بجانب القصيدة حينما يتقادم العهد فيخفى أصل المناسبة أو دلالتها، وهي من ضرورات كل عصر لفهم شعره، لذلك كان الاهتمام بها ممتدا عبر العصور)) (٣).

****

٢) وجه التشابه الثاني: الاعتماد على ((لغة العرب) وهو يقابل عند أبي العلاء والتبريزي العنصرين: ((توظيف الخصائص والسمات الأساسية للبيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصرهما في شرح الديوان))، و ((الاعتماد على الخصائص الأسلوبية العامة للغة والاستعمال


(١) الموافقات: ٣/ ٢٩٤ـ ٢٩٤، [مكتبة الأسرة ٢٠٠٦، الهيئة المصرية العامة للكتاب].
(٢) القرآن: د. عبد الفتاح أبوسنة، ص ٧٨، [دار الشروق، ط١، ١٩٩٥م].
(٣) د. سليمان الشطي: المعلقات وعيون العصور، ص ٤٣

<<  <   >  >>