العاشقون فاستظلوا بظلك وتعانقوا في حِجْرك، وشربوا خمر العيون وسكروا بنجوى الحب ... أأهاج ذلك عاطفتَك يا لبنان؟ أحرّك قلبَك كلُّ ذلك أيها الشاب التيّاه الذي يخطر بحلله الخضراء الزاهية ويتيه بعطره الخالد؟
فأين هو مكان الشعور من الطبيعة؟
وأنت أيها البحر الرقيق السيّال، أأنت أرهف شعوراً وأرقّ عاطفة؟ أيحزنك منظر البؤس والشقاء وأنت تلتهم الأحياء وتخنق البشر وتفتح فاك لابتلاعهم، أأنت ذو الشعور؟ أين هو الشعور؟ وأين أجد العاطفة في الطبيعة؟ أأبتغيها في البركان الهائل المحرق، أم في العاصفة العاتية المُدمِّرة؟
* * *
وأين هو الحق في الطبيعة؟
أنا أرى في الطبيعة عاصفة تكسر الأغصان وتقلع الأشجار؛ وأرى صاعقة تهدم الدور، وأرى سيلاً يجرف المدن ويكتسح في طريقه كل شيء، وأرى البركان الثائر، وأرى الرياح العاتية ... كل هذا وجود مادّي للقوة، فأين هو الوجود المادي للحق؟
لقد اتضح الأمر، وخسرتُ صديقتي الطبيعة الجامدة الظالمة الميتة. فلمَن ألجأ؟ لمَن ألجأ ويحك يا نفس؟ هذا العام يوشك أن يموت!