قال: لا، كانت سيارة واحدة لجمال باشا لم يأتِ دمشقَ غيرُها، فكان الناس يخرجون لرؤيتها. وأنا أعرف الطيارة أيضاً، صغيرة لها جناحان واحد فوق الآخر، يركب فيها رجلان.
قلت: إن من الطيارات اليوم ما يركب فيه مئة، يحملهم من دمشق إلى الهند قفزةً واحدة.
فنظر إليّ مفتوح الفم شاخص العينين، كأنه لا يصدق!
قلت: وهل تعرف الكهرباء؟
قال: نعم، وأدخلناها دارنا منذ أيام، وضربني المعلم من أجلها.
قلت: ولماذا يضربك من أجلها؟
قال: كنت أحدّث التلاميذ أن في بيتنا مصابيح تشتعل بلا كبريت، ندير زرّاً في الجدار فتضيء، فكذّبوني فضربتهم، فجاء المعلم فضربني! (١)
قلت: ولكن للكهرباء اليوم منافع لا تعرفها؛ أنها تدفئ المنازل في الشتاء وتبرد الطعام في الصيف، وتسيِّر الـ ...
صاح الصبي مقاطعاً: ما هذا؟ أعوذ بالله.
فنظرت فإذا هو إعلان عن فِلْم في السينما، فيه صورة فتاة عارية ورجل يقبّلها، فقلت: هذا إعلان سينما. ألا تعرف السينما؟