هذا الكتاب متنٌ فقهيٌ مُختصرٌ في فِقه الإمام أحمد بن حنبل -رَحِمَهُ اللهُ- قال عنه الشيخ عبد القادر بن بدران -رَحِمَهُ اللهُ-: "مختصرٌ لَطيف، للشيخ منصور البهوتي، وَضَعه للمُبتدئين"(١).
وإن الناظر في هذا الكتاب يرى أن أهميته تكمن في الأمور التالية:
١ - مكانة مؤلِّفه العالية في المذهب، فهو شيخُ المذهبِ في زمانه، وخاتمةُ المحققين، كما سيأتي في ترجمته.
٢ - أنَّ هذا الكتاب آخر ما صَنَّف الشيخُ منصور مِن كتب، فإن بين تصنيف هذا الكتاب ووفاة الشيخ منصور سبعة أشهر فقط، فإن الشيخ قد فرغ منه في شوال من سنة ١٠٥٠ هـ، وتُوفِّي في ربيع الثاني سنة ١٠٥١ هـ.
أي أنَّه صنَّف هذا الكتاب بعد أن شَرَح كُتب المذهب المُعتمدَة، فقد شرح "الإقناع" وحشَّى عليه، وشرح "المنتهى" وحشَى عليه، وشرح "نظم المفردات"، وشرح "زاد المستقنع"، ثم صنَّف هذا المتن وأودعه خلاصة فقهه وتحقيقه وتجربته الطويلة في المذهب الحنبلي، فخرج دُرَّةً نفيسة، وياقوتة ثمينة في جِيد المذهب الحنبلي.
٣ - ومما يدل على أهمية هذا المتن اعتناء العلماء بهذا المتن، وإقراؤهم
(١) "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" (ص ٤٤٦).