قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣٩٤): "رواه أبو يعلى؛ ورجاله رجال الصحيح؛ غير محمد بن مهدي وهو ثقة". قلنا: بل هذا السند ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: قتادة؛ مدلس ولم يصرح بالسماع عند جميع من ذكرناهم. الثانية: معمر؛ قال عنه الحافظ في "التقريب": "ثقة ثبت فاضل؛ إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئًا، وكذا فيما حدث به بالبصرة". وهذا منها؛ فقتادة بصري، وأصحاب قتادة يروونه عنه عن الحسن عن عمران به، فجعلوه من مسند عمران. أخرجه من هذا الوجه أحمد في "المسند" (٤/ ٤٣٥)، والترمذي (رقم ٣١٦٩) -وقال: "حسن صحيح"-، والنسائي في "التفسير" (٢/ ٨٢ رقم ٣٦٠)، والطبري في "جامع البيان" (١٧/ ٨٦)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٨/ رقم ٣٠٦، ٣٠٨)، و"مسند الشاميين" (٤/ رقم ٢٦٣٦)، والحاكم (١/ ٢٨ - ٢٩، ٢/ ٢٣٣، ٣٨٥، ٤/ ٥٦٧)، وابن أبي حاتم في "التفسير"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٢١٤)، والطيالسي (رقم ٨٣٥)، والخطابي في "غريب الحديث" (١/ ٤٦٥) وغيرهم من طريق سعيد بن أبي عروبة وسليمان التيمي وهشام الدستوائي وشيبان النحوي وأبي عوانة وسعيد بن بشير والحكم بن عبد الملك كلهم عن قتادة عن الحسن عن عمران به. فأصحاب قتادة كما ترى يروونه عنه هكذا، وعليه؛ فإن معمرًا وهم فيه؛ كما قال الذهلي، وللأسف لم يتنبّه لهذه العلة كل من حقق أو خرّج هذا الحديث؛ فلله الحمد من قبل ومن بعد، على =