للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هلال فشهد، والنبي يقول: "إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ "، ثم قامت فشهدت، فلما كانت عند الخامسة وقفوها، وقالوا: إنها موجبة. قال ابن عباس: فتلكأت ونكصت؛ حتى ظننا أنها ترجع، ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم، فمضت؛ فقال النبي : "أبصروها؛ فإن جاءت به أكحل العينين، سابغ الأليتين، خدلّج الساقين؛ فهو لشريك بن سحماء"، فجاءت به كذلك، فقال النبي : "لولا ما مضى من كتاب الله؛ لكان لي ولها شأن" (١). [صحيح]


(١) أخرجه البخاري (٨/ ٤٤٩ رقم ٤٧٤٧، ٩/ ٤٤٥ رقم ٥٣٠٧ - مختصراً) وغيره من طريق هشام بن حسان ثنا عكرمة عن ابن عباس به.
وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (١٨/ ٦٦)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٨/ ٢٥٢٩، ٢٥٣٠ رقم ١٤١٦٥)، والحاكم (٢/ ٢٠٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٣٩٥)، و "معرفة السنن والآثار" (٥/ ٥٤٥، ٥٤٦ رقم ٤٥٤٨)، وفي "الخلافيات"، وابن المنذر وابن مردويه؛ كما في "فتح الباري" (٩/ ٤٤٥) جميعهم من طريق أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس؛ قال: لما قذف هلال بن أمية امرأته؛ قيل له: والله؛ ليجلدنك رسول الله ثمانين جلدة، قال: الله أعدل من ذلك أن يضربني ثمانين ضربة، وقد علم أني رأيت حتى استيقنت، وسمعت حتى استثبت، لا؛ والله لا يضربني أبداً؛ فنزلت آية الملاعنة، فدعاهما رسولُ الله حين نزلت الاية، فقال: اللهُ يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب؟ "، فقال هلال: والله؛ إني لصادق، فقال له: "احلف بالله الذي لا إله إلا هو إني لصادق، تقول ذلك أربع مرات؛ فإن كنت كاذباً؛ فعليك لعنة الله"، فقال رسول الله : "قفوه عند الخامسة؛ فإنها موجبة"؛ فحلف، ثم قالت أربعاً: والله الذي لا إله إلا هو إنه لمن الكاذبين؛ فإن كان صادقاً؛ فعليها غضب الله، فقال رسول الله : "قفوها عند الخامسة؛ فإنها موجبة"؛ فترددت، وهمت بالاعتراف، ثم قالت: لا أفضح قومي، فقال رسول الله : "إن جاءت به أكحل، أدعج، سابغ الأليتين، ألَفّ الفخذين، خدلّج الساقين؛ فهو للذي رميت به، وإن جاءت به أصفر، قضيضاً، سبطاً؛ فهو لهلال بن أمية، فجاءت به على صفة البغي". هكذا رواه حماد بن زيد وجرير بن حازم عن أيوب به موصولاً.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (٧/ ١١٤، ١١٥ رقم ١٢٤٤٤)، و"التفسير" =

<<  <  ج: ص:  >  >>