• عن عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي؛ قالا: لما أقبلت قريش عام الأحزاب؛ نزلوا بجمع الأسيال من رومة بئر بالمدينة، قائدها أبو سفيان بن حرب، وأقبلت غطفان معها عيينة بن حصن، والحارث بن عوف، حتى نزلوا بنقمين إلى جانب أحد، فلما نزلوا بذلك المنزل وقد كان جاء رسول الله ﷺ الخبرُ بما أجمعت له قريش وغطفان، فضرب الخندق على المدينة وعمل فيه ترغيبًا للمسلمين في الأجر، وعمل المسلمون فيه، فدأب رسول الله ﷺ ودأبوا، وأبطأ عن رسول الله ﷺ وعن المسلمين في عملهم ذلك: رجال من المنافقين، وجعلوا يورّون بالضعيف من العمل، فيتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول الله ﷺ ولا إذن، وجعل الرجل من المسلمين إذا نابت النائبة من الحاجة التي لا بد منها يذكر ذلك لرسول الله ﷺ ويستأذنه في اللحوق بحاجته؛ فيأذن له، فإذا قضى حاجته؛ رجع إلى ما كان فيه من عمله؛ رغبة في الخير واحتساباً له؛ فأنزل الله-﷿ في أولئك من المؤمنين: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ﴾ إلى قوله: ﴿وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، فعمل المسلمون فيه حتى أحكموه، وارتجز فيه برجل من المسلمين كان يقال له: جعيل فسماه رسول الله ﷺ عمراً، فقالوا:
سماه من بعد جعيل عَمراً … وكان للبائس يومًا ظَهْراً
فإذا مروا بعمرو؛ قال رسول الله ﷺ:"عَمراً"، وإذا قالوا: ظهرًا؛ قال رسول الله ﷺ:"ظهراً"(١). [ضعيف]
(١) أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" (٣/ ١٧٠ - ابن هشام) - ومن طريقه البيهقي =