وفي رواية للبخاري (رقم ٤٧٩٢)، ومسلم (رقم ١٤٢٨/ ٩٢) من طريق أبي قلابة؛ قال: قال أنس بن مالك: أنا أعلم الناس بهذه الآية: آية الحجاب: لما أُهديت زينب إلى رسول الله ﷺ؛ كانت معه في البيت، صنع طعاماً ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي ﷺ يخرج ثم يرجع، وهم قعود يتحدثون؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ﴾ إلى قوله: ﴿مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ فضرب الحجاب، وقام القوم. وفي رواية للبخاري (رقم ٤٧٩٣) من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس؛ قال: بُنِيَ على النبي ﷺ بزينب بنت جحش بخبز ولحم، فأرسلت على الطعام داعياً، فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون، فدعوت حتى ما أجد أحداً أدعو، فقلت: يا نبي الله! ما أجد أحداً أدعوه، فقال: "فارفعوا طعامكم"، وبقي ثلاثة وهي يتحدثون في البيت، فخرج النبي ﷺ فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال: "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله"، فقالت: وعليك السلام ورحمة الله، كيف وجدت أهلك، بارك الله لك؟ فتقرى حجر نسائه كلهن، يقول لهن كما يقول لعائشة، ويقلن له كما قالت عائشة، ثم رجع النبي ﷺ، فإذا ثلاثة من رهط في البيت يتحدثون، وكان النبي ﷺ -شديد الحياء- فخرج منطلقاً نحو حجرة عائشة، فما أدري أخبرته أو أخبر: أن القوم خرجوا؛ فرجع، حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة؛ أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت الآية. وفي أخرى (رقم ٤٧٩٤) من طريق حميد عن أنس؛ قال: أوْلم رسول الله ﷺ حين بني بزينب بنت جحش، فأشبع الناس خبزاً ولحماً، ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين كما كان يصنع صبيحة بنائه؛ فيسلم عليهن ويدعو لهن، ويسلمن عليه ويدعون له، فلما رجع إلى بيته؛ رأى رجلين جرى بهما الحديث، فلما رآهما؛ رجع عن بيته، فلما رأى الرجلان نبي الله ﷺ رجع عن بيته؛ وثبا مسرعين، فما أدري: أنا أخبرته بخروجهما، أم أخبر؟ فرجع حتى دخل البيت، وأرخى الستر بيني وبينه، وأنزلت آية الحجاب. =