قلنا: وهذا سند ضعيف؛ فيه طريف بن شهاب، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب". قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح عجيب"، ووافقه الذهبي. وللحديث طرق أخرى. فأخرجه البزار في "مسنده"؛ كما في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٥٧٣) من طريق شعبة وعبد الأعلى بن عبد الأعلى كلاهما عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد به. قلنا: وهذا سند صحيح؛ رجاله ثقات، وشعبة وعبد الأعلى سمعا من الجريري قبل اختلاطه. وبهذه المتابعة القوية؛ صح الأثر ولله الحمد والمنة على الإِسلام والسنة. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٤٦) وزاد نسبته لابن المنذر وابن مردويه. وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن عباس ﵄؛ قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد؛ فأرادوا أن يقتربوا؛ فنزلت: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾. أخرجه ابن ماجه (١/ ٢٥٨ رقم ٧٨٥)، والطبري في "جامع البيان" (٢٢/ ١٠٠) من طرق عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس به. قلنا: وهذا إسناد ضعيف؛ رواية سماك عن عكرمة خاصة مضطربة، وكان ربما يلقن. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ١٠١): "هذا إسناد ضعيف موقوف؛ فيه سماك وهو ابن حرب وإن وثقه ابن معين وأبو حاتم؛ فقد قال أحمد: "مضطرب الحديث"، وقال يعقوب بن شيبة: "روايته عن عكرمة مضطربة وعن غيره صالحة". اهـ. قلنا: وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٣/ ٥٧٣): "هكذا رواه وليس فيه شيء مرفوع". قلنا: هكذا رواه أبو أحمد الزبيري -وهو ثقة ثبت-، ووكيع -وهو ثقة حافظ- عن إسرائيل. =