قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا السياق" ووافقه الذهبي، وهو كما قالا على تفصيل. فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (٧/ ٤٥٠، ٤٥١ رقم ٤١٧٢)، والبيهقي "في الدلائل" (٤/ ١٥٧، ١٥٨)، وأحمد (٣/ ١٧٣)، وأبو يعلى (٦/ ٢١ رقم ٣٢٥٢) وغيرهم من طريق شعبة عن قتادة عن أنس ﵁: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)﴾؛ قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئاً مريئاً، فما لنا؟ فأنزل الله: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾، قال شعبة: فقدمت الكوفة فحدثت بهذا كله عن قتادة ثم رجعت فذكرت له، فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ﴾؛ فعن أنس، وأما هنيئاً فعن عكرمة. فهذا يبين أن قوله: هنيئاً مريئاً إلخ من قول عكرمة، فهي ضعيفة؛ لإرسالها، وَحَكَمَ شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني ﵀ عليها بالشذوذ؛ كما في "صحيح الترمذي" (رقم ٢٦٠١). قلنا: وأخرجه مسلم في "صحيحه" (رقم ١٧٨٦) بنحوه، لكن ليس عنده سبب نزول الآية. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٤/ ٤٢٩ رقم ١٨٦٨٥)، والبخاري في "صحيحه" (رقم ٤٨٣٤) وغيرهما كثير من طريق شعبة عن قتادة عن أنس؛ ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)﴾، قال: الحديبية. وأخرجه الطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٤٤): ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: ثنا شعبة عن قتادة عن عكرمة؛ قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ الله مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (٢)﴾؛ قالوا: هنيئاً مريئاً لك يا رسول الله! فماذا لنا؟ =