قلنا: وسنده صحيح، وصرح أبو سلمة بسماعه من الأقرع عند الطبري. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٠٨): "واحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح إن كان أبو سلمة سمع من الأقرع، وإلا؛ فهو مرسل". وقال السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٥٢) بعد أن زاد نسبته للبغوي في "المعجم": "بسند صحيح". وكذا قال في "لباب النقول" (ص ١٩٦). وله شاهد من حديث البراء بن عازب بنحوه: عند الترمذي (رقم ٣٢٦٧)، والنسائي في "تفسيره" (٢/ ٣١٩ رقم ٥٣٥)، والطبري في "جامع البيان" (٢٦/ ٧٧) من طريق الحسين بن واقد عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء به. قلنا: وسنده ضعيف؛ لأن أبا إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن، ثم هو مع ذلك مختلط، ولم يذكروا أن الحسين بن واقد سمع منه قبل الاختلاط. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وصححه شيخنا الألباني في "صحيح الترمذي" (رقم ٢٦٠٥). وله شاهد آخر من مرسل قتادة في قوله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤)﴾: أن رجلاً جاء النبي ﷺ فناداه من وراء الحجرات؛ فقال: يا محمد! إن مدحي زين وإن شتمي شين، فخرج إليه النبي ﷺ؛ فقال: "ويلك ذاك الله، ويلك ذاك الله"؛ فأنزل الله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤)﴾. =