قلنا: وهو مرسل حسن، والموصول أصح لكنه ضعيف. لكن يشهد له في الجملة الطريق الآتية عن ابن عباس؛ فيرتقي الحديث بمجموعها إلى درجة الحسن لغيره، لكن ذكر اليهود فيه منكر، والصواب: المشركون. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٣٤٦) وزاد نسبته لابن المنذر وأبي الشيخ. وأخرجه أبو داود في "سننه" (٣/ ١٠١ رقم ٢٨١٨)، وابن ماجه في "سننه" (٢/ ١٠٥٩ رقم ٣١٧٣)، والطبري في "جامع البيان" (٨/ ١٣)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٤/ ١٣٨٠ رقم ٧٨٤٥)، والحاكم (٤/ ١١٣، ٢٣١)، والبيهقي في "الكبرى" (٩/ ٢٤١) من طريق سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ: يقولون: ما ذبح الله؛ فلا تأكلوه، وما ذبحتم أنتم؛ فكلوه؛ فأنزل الله: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (١٢١)﴾. قلنا: سماك؛ صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وكان ربما يلقن، لكن يرتقي بسابقه لدرجة الصحيح لغيره -إن شاء الله- مع ما سيأتي. قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (٢/ ١٧٧): "وهذا إسناد صحيح!! ورواه ابن جرير من طرق متعددة عن ابن عباس وليس فيه ذكر اليهود؛ فهذا هو المحفوظ، لأن الآية مكية واليهود يحبون الميتة". قلنا: وذكر اليهود إما من أوهام ابن السائب؛ فإنه اختلط، وإما من سماك؛ لأنه كان يلقن. وأخرجه النسائي في "المجتبى" (٧/ ٢٣٧)، و"الكبرى" (٣/ ٧١ رقم ٤٥٢٦، ٦/ ٣٤٢ رقم ١١١٧١) -ومن طريقه النحاس في "ناسخه" (ص ١٣٩) -، والحاكم (٤/ ٢٣٣)، والطبري في "جامع البيان" (٨/ ١٣) من طريق الثوري عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس؛ قال: جادل المشركون المسلمين، فقالوا: ما بال ما قتل الله لا تأكلونه، وما قتلتم أنتم أكلتموه وأنتم تتبعون أمر الله؟ فأنزل الله: =