للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة، وقال: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها؛ فافعلوا"، قالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوه وردوا عليه الذي لها، وقال العباس: يا رسول الله! إني كنت مسلمًا، فقال رسول الله : "أعْلِم بإسلامك، فإن يكن كما تقول؛ فالله يجزيك، فافد نفسك وابني أخويك: نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وعقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب، وحليفك عتبة بن عمرو بن جحدم أخو بني الحارث بن فهر"، فقال: ما ذاك عندي يا رسول الله، قال: "فأين المال الذي دفنت أنت وأم الفضل"، فقلت لها: إن أصبت فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم، فقال: والله يا رسول الله إني أعلم أنك رسوله، إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل، فاحتسب لي يا رسول الله ما أصبتم من عشرين أوقية من مال كان معي، فقال رسول الله : "افعل"، ففدى العباس نفسه وابني أخويه وحليفه؛ وأنزل الله فيها: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٠)﴾، وأعطاني الله مكان العشرين الأوقية في الإسلام عشرين عبدًا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله ﷿ (١). [ضعيف]


(١) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (٣/ ٢٣٥، ٢٣٦ و ٤/ ٤٤، ٤٥) -وعنه البيهقي في "الكبرى" (٦/ ٣٢٢) -: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاري ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عنها به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!!
قلنا: وقد وهما في ذلك -رحمهما الله-، فإن مسلمًا لم يرو لمحمد بن إسحاق في الأصول، وإنما روى له متابعة، ثم إن الراوي عن يونس بن بكير -أحمد بن عبد الجبار العطاردي- ضعيف؛ كما في "التقريب".

<<  <  ج: ص:  >  >>