للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى يوم توزن الأعمال، وتسير الجبال، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، خير بني آدم وأرفعهم مقامًا، وأفصحهم في المقال. صلى الله عليه وعلى صحبه وآله خير صحب وآل، صلاة وسلامًا متلازمين دائمين من غير زوال. أما بعد: فإن الاشتغال بالعلم من أفضل الأعمال خصوصًا علم الفقه المتعلق بأحكام الحرام والحلال. وقد كنت ألفت كتابًا فيه على مذهب الإِمام المبجل، والحبر المفضل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وجعل الجنة منقلبه ومثواه. جمعت فيه بين "المقنع" و"التنقيح المشبع" الذي هو تصحيح عليه، وزدت على مسائلهما ما ظهر لي أنه من المحتاج إليه، لكنني لما بالغت في اختصار ألفاظه، صارت على وجوه عرائس ألفاظه كالنقاب، فاحتاجت إلى شرح يبرزها لمن يريد إبرازها من الطلاب والخطاب. فتصديت لكتاب يشرحه شرحًا يبين حقائقه، ويوضح معانيه ودقائقه. راجيًا من الله تعالى جزيل الثواب في يوم المرجع والمآب.

ثم قال: "بسم الله الرحمن الرحيم": ابتدأت بها امتثالًا، لقوله -صلى الله عليه وسلم- ... إلخ.

وذكر المنقور في "مجموعه" (١) عند قول صاحب "الإِقناع" في باب سجود السهو: ولا تبطل إن أبى أن يرجع لجبران نقص. ما نصه: الذي ظهر مع الإِشكال، أنه إذا نبه الإِمام قبل أن يعتدل، فلم يرجع عالمًا ذاكرًا؛ أنها تبطل صلاته، لقوله في "شرحه": ولأنه أخل بواجب، وذكره قبل الشروع


(١) الفوائد العديدة (١/ ٩١ - ٩٢).

<<  <   >  >>