للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على المنهج القويم، ووسع كلّ شيء رحمة وعلمًا عَلى الإِجمال والتقسيم، ودبر كلّ شيء قدرة وحكمًا بالتقدير والتعليم، ووسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم، أحمده حمدًا يكافي نعمه ويوافي مزيد التكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالآيات والذكر الحكيم، فتح به أعينا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا، وهدى به من الجهل العميم، صلى الله عليه وعلى آله أفضل صلاة وتسليم. أما بعد: فقد تكررت مسألة بعض أصحابنا وصدقت رغبته في شرح كتاب "العمدة" تأليف الإمام الأوحد شيخ الإسلام، أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعلى الفردوس متبوءه ومثواه، شرحًا يفسر مسائلها، ويقرب دلائلها، ويفرع قواعدها، ويتم مقاصدها، متوسطًا بين الإِيجاز والإِطناب، والإِخلال والإِسهاب؛ فاستخرت الله تعالى، وأجمعت ذلك، راجيًا من الله سبحانه تحقيق محمود الأمل، وإخلاص صالح العمل، والإِعانة على الإِبانة، والهداية إلى الدراية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

١٨١ - شرح العمدة (١)

لم يذكر فيه اسم مؤلفه، ولعله بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن


(١) مطبوع، حققه الدكتور عبد الله التركي في مجلدين، وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ١٤٢١ هـ بعنوان "العدة شرح العمدة". ذكره ابن رجب في الذيل (٢/ ١٧٠)، وابن مفلح في =

<<  <   >  >>