وأنهرهم أمرًا، وأعلمهم برًا وبحرًا، حيث اجتمع له من العلم، والعمل، والدين، والورع، والسنة، والإِتباع، والجمع، والإطلاع، والرحلة، والحفظ، والمعرفة، والشهرة بذلك، وغيره ما لم يجحمع مثله لغيره، كما ذكرناه في كتب أخر، مع الإِيجاز العجيب، والإِلغاز الغريب، وذكر أكثر البعيد والقريب، والتحري في النقل والتهذيب، والتصرف والتقريب، والاحتراز مما يعيب، أربًا في الاقتصاد والاقتصار، وهربًا من الملل والإِكثار، وتقريبًا على الطالب الراغب، وترغيبًا في أعلى المآرب والمراتب، ورغبة في جزيل الثواب، وجميل المآب، وأداءً لما يلزمني من نشر العلم وبذله، وإعانة طالبيه وأهله، والحث على حفظ الدين ووصل حبله، واتباع الإِمام أحمد وصحبه، في فرعه وأصله، مع ما لديَّ من ترادف العوائق وكثرتها، وتكاتف العلائق وشدتها، وافتراق أسباب التأليف والتلفيق، واتفاق مهام عن بعضها جل الزمان يضيق، وعسر الآمال، وسير الكلال، وتشتت البال، وبُعد الحال. فالله يسهل المراد، إنه كريم جواد، فهو المحمود دائمًا على كل حال، والمرجو لبلوغ الآمال، وقبول الأعمال، والحمد لله رب العالمين.
١٤٧ - رفع الملامة في استخراج أحكام العمامة (١)
للشيخ يوسف بن حسن بن عبد الهادي الحنبلي.
(١) مطبوع، بتحقيق الدكتور عبد الله الطيار، والدكتور عبد العزيز الحجيلان، نشرته دار الوطن بالرياض في مجلد، سنة ١٤١٥ هـ.