للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأقوالهم، وهو عماد الدنيا والدين، وغايات آمال المجتهدين، ونهاية أعمال المقتدين، ورعاية أفعال المهتدين، وبحصوله يحصل الخير والإِقبال، وبمراعاته تبلغ غاية الآمال، وقد حث الشارع على تعلمه وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه. أحببت أن أجمع فيه على طريق "الهداية" ونحوها كتابًا وجيزًا، مذهبًا، مهذبًا، ملخصًا منضدًا، مرصعًا مفصصًا (١)، مفضضًا، مليًا بغاية المأمول الجزيل، ونهاية المحصول والتحصيل، عريًا عن الدليل والتعليل، سوى قليل، وافيًا بالمراد، كافيًا للمرتاد، يجمع كلّ أحكام "الهداية" المذكورة، وزبدة الكتب المشهورة، والمسائل المسطورة، والقرائح المشكورة، والمنايح المذخورة، مع زيادة كثيرة، وفائدة كبيرة، ومسائل غزيرة، وأحكام جزيلة، وأقوال جميلة، وأمور جليلة، على مذهب الإِمام العالم العامل، الناسك، السالك، الكامل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، مما نص عليه، أو أومأ إليه، أو أخذ من قوله، أو قيس عليه؛ إذ هو من أوضح (٢) المذاهب وأكمل، وأوضح المناهج وأجمل، وأشرف المطالب وأنبل، لكثرة أخذه له من الكتاب والسنة، ومعرفته بهما وبأقوال الأئمة، وأحوال سلف الأمة، وتطلعه على علوم الإسلام، وتضلعه من أدلة الشريعة والأحكام، ودينه التام، وعلمه العام، والثناء عليه من أكابر العلماء، وشهادتهم له بالإِمامة والتقديم على أكثر القدماء، وإطنابهم في مدحه وشكره، وإسهابهم في نشر فضله وذكره، فهو أجلهم قدرًا، وأرفعهم ذكرًا، وأقومهم سطرًا،


(١) في المطبوع: منصصًا.
(٢) في المطبوع: أصح.

<<  <   >  >>