للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

المسائل ما يسرُّ أولي النُّهى. فصار لذلك كتاباهما من أجلّ كتب المذهب، ومن أنفس ما يرغب في تحصيله ويطلب؛ إلا أنهما يحتاجان لتقييد مسائل، وتحرير ألفاظ يبغيها السائل، وجمعهما معًا لتسهيل النائل، فاستخرت الله تعالى في الجمع بين الكتابين في واحد، مع ضم ما تيسر جمعه إليهما من الفوائد، وما أقف عليه من كتب الأئمة من الفوائد. ولا أحذف منهما إلا ما أستغني عنه، حريصًا على ما لا بد منه، مشيرًا لخلاف "الإِقناع" بـ (خلافا له) فإن تناقض زدت (هنا) ولهما بـ (خلافا لهما)، ولما أبحثه غالبًا جازمًا به بقولي (ويتجه) فإن ترددت زدت احتمال، مميزًا آخر كل مبحث بالأحمر لبيان المقال، وربما يكون بعض ذلك في كلامهم، لكن لم أقف عليه لعدم تحصيل كثرة المواد، وقد فقدت في ذلك الخِلَّ المسعف الموادّ، لكن معونة الله تعالى خير معونة، لكثر المدد وقلة المؤنة (١). ومع هذا فمن أتقن كتابي هذا فهو الفقيه الماهر، ومن ظفر بما فيه، فسيقول بملء فيه: كم ترك الأول للآخر، ومن حصَّله فقد حصل له جزيل الحظ الوافر. لأنه البحر لكن بلا ساحل، ووابل القطر غير أنه متواصل. بحسن عبارات، ورمز إشارات، وتنقيح معاني، وتحرير مباني، راجيًا بذلك تسهيل بيان الأحكام على المتفقهين، وحصول المثوبة والإِنعام من رب العالمين، وسمَّيتهُ "غاية المنتهى في جمع الإِقناع والمنتهى"، والمراد "بالشيخ" حيث أطلق: شيخ الإِسلام وبحر العلوم أبو العباس أحمد تقي الدين ابن تيمية. والله سبحانه وتعالى هو المسؤول، أن يبلغ المطلوب والمأمول. وأن يسعف التقصير، بحصول


(١) هنا اختلاف في الكثير من العبارات عن المطبوع (١/ ٤).

<<  <   >  >>