للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أحمد" صرتم كلما اختلقتم شيئًا أو كذبتموه قلتم في "مسند الإِمام أحمد" وما هذا معناه، وأنه ذكر له جدَّه صاحب "الفروع" فقال: له جدكم أخطأ في "الفروع" في ثلاثمائة موضع كتبت عليها انتهى (١).

ولا يخفى ما في كلام ابن مُغلِي من التجازف والتعدي على التقي ابن مفلح بما لا ينبغي أن يقال لآحاد الناس فضلًا عن هذا الإِمام، ويقال (٢) له: متى عدم "مسند الإِمام أحمد" حتى يتمكن أحد أن ينسب إليه ما ليس يروى فيه، وهو مازال متداولًا بين الأمة خلفًا عن سلف إلى وقتنا هذا. أما ما في "الفروع" من خلل فغير موجب ذم مؤلفه والطعن عليه؛ لأن الله سبحانه قد أبى أن تكون العصمة لكتاب غير كتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، وأين يقع ما فيه من خلل في بعض المسائل في جنب ما فيه من المسائل الكثيرة، والفوائد العظيمة، من الكتب النفيسة التي أعلم يقينا أن ابن مُغِلى لم يقف على أكثرها. ولقد أجاد القاضي علاء الدين في قوله: إذا أردت أن تعرف قدر هذا الكتاب يعني "الفروع" وقدر مصنفه فانظر إلى مسألة من المسائل التي فيه وما فيها من النقول، وانظر فيها في غيره من الكتب؛ تجد ما يحصل به الفرق الجلي الواضح على أن عذره واضح؛ فإن المنية اخترمته قبل إكمال تبييضه، فكمله بعض تلامذته كما تقدم.


(١) الجوهر المنضد (ص/ ٩١ - ٩٢).
(٢) هنا حاشية نصها: "إن مسند الإِمام أحمد لم يعدم بحمد الله بل مازال متداولًا بين الأمة خلفًا عن سلف، ولا يظن بمسلم أن ينسب إليه ما ليس فيه فضلًا عن هذا الإِمام المتفق على جلالته وإمامته وأمانته" ولها بقية ضرب عليها.

<<  <   >  >>