في مجلد لطيف، أوله بعد البسملة: الحمد لله الملك العلام، القدوس السلام، شارع الأحكام، ومبين فرائض الإِسلام. أحمده على نعمه الجسام، حمدًا أرجو به حسن الختام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن سيدنا [محمدًا](١) عبده ورسوله إلى جميع الأنام، صلى الله عليه وعلى آله الكرام، وصحبه الفخام، ما وقعت فريضة في الإِسلام، وحررت بين المقتسمين السهام، وسلم تسليمًا. وبعد: فيقول العبد الضارع إلى مولاه في العفو عما جناه، فقير رحمة الله الحي القيوم العلي محمد بن علي ابن سلوم الحنبلي: هذا تعليق لطيف بين الطويل الممل، والقصير المخل، قصدت به حل الأرجوزة المسماة بـ "القلائد البرهانية" في الفرائض للشيخ محمد البرهاني الشافعي تغمده الله برحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه، دعاني إلى ذلك رغبة المبتدئين في حفظها، لإِيجازها وحسن نظمها، وكوني لم أقف لها على شرح؛ فاستخرت الله تعالى، وسألته الإِعانة والتوفيق والقبول، ووضعت هذا الشرح لنفسي، ولأبناء جنسي، لا للمنتهين، وتعرضت فيه للخلاف بين الأئمة، لينتفع به كل من قصده من مقلديهم وأَمَّه، رجاء الثواب من الكريم الوهاب، وسميته بـ "الفواكه الشهية في حل المنظومة المسماة بالقلائد البرهانية" ومن رأى فيه خللًا فليبادر بإصلاحه بإحسان، فإني لست من فرسان هذا الميدان والله المستعان، وعليه التكلان، وهو حسبي ونعم الوكيل. وقال في آخر الشرح المذكور: ولم يدر في خَلَدي، ولا سنح ببالي، أني أقدم على هذا الأمر
(١) ما بين معكوفين ليس في الأصل، والسياق يقتضي إثباته.