للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم ذكر اصطلاحه في نظمه بقوله:

فثنتان أو قولان عن أحمد ترى ... ووجهان أكني عنهما بالتردُّد

وأقوى اجعلن وجهًا وأولى رواية ... كذا القصد في المنصور ثم المسدد

كذا قولي اختر ذا وانصره واعضده ... وأظهر وأشهر مثل أولى وأوكد

وقولان فيما فيه أقول بأوكد ... وجهان فيما فيه أقول بأجود

ومعطوف بل وجه إذا ما حكيتها ... ومعطوف أو قول أو أن التعدد

وأدري (١) اجعلن وجهًا واو هو رواية ... ونحو بأولى الباء كفي فيه فاعدد

وتضعيف قول حين آتي بأبعد ... وتضعيف وجه حين آتي بمبعد

رواه مع المشهور سوف تراهما ... وقد سطرا في أوطد وموطد

وغالب ألفاظ الأوامر واجب ... وحظر يفيد النهي عند التجرد

وهذا النظم كبير جدًا، وقد تضمن نظمه غالب مسائل المذهب حتى لقب بالناظم، فإذا أطلق الأصحاب النظم أو الناظم فإياه يعنون، ولنظمه يشيرون. ولما فرغ من نظمه للمسائل الفقهية أتبعه بقصيدة على وزنه ورويه خاصة بالآداب الشرعية اقتداء بعمل جماعة من الأصحاب كابن أبي موسى والقاضي وابن حمدان في "رعايتيه" وصاحب "المستوعِب" وغيرهم حيث ختموا كتبهم بخاتمة في الآداب.

قال السفاريني: وممن سلك هذا الأسلوب من المتأخرين الإِمام أبو بكر ابن زيد الجراعي في كتابه "غاية المطلب".


(١) في المطبوع: لا أدري اجعلن وجهًا وإلا روايته.

<<  <   >  >>