للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو كتاب جليل على اختصاره، انتفع به الخلق الكثير والجم الغفير لحسن نية مؤلفه وإخلاصه، ولم ينتشر من مؤلفات الخرقي في المذهب مع كثرتها إلا "المختصر" في الفقه لأنه خرج من مدينة السلام لما ظهر بها سَبُّ الصحابة -رضي الله عنهم-، وأودع كتبه في درب سليمان، فاحترقت الدار التي كانت فيها، ولم تكن انتشرت لبعده عن البلد (١).

وذكر الشيخ جمال الدين القاسمي عن بعض الشيوخ أنه قال: ثلاث مختصرات في ثلاثة علوم لا أعرف لها نظيرًا: "الفصيح" لثعلب، و"اللمع" لابن جني، "وكتاب الخرقي"، ما اشتغل بها أحد وفهمها كما ينبغي إلا أفلح وأنجح. انتهى (٢).

قال القاضي أبو الحسين: قرأت بخط أبي إسحاق البرمكي: أن عدد مسائل "المختصر" ألفان وثلاثمائة مسألة. وقرأت بخط أبي بكر عبد العزيز على نسخة "مختصر الخرقي" يقول عبد العزيز: خالفني الخرقي في "مختصره" في ستين مسألة، ولم يسمها؛ فتتبعت أنا اختلافهما فوجدته في ثمانية وتسعين مسألة. انتهى (٣).

شرحه مؤلفه، ذكر ذلك ابن مفلح في "فروعه" ونقل عنه في كتاب الصيام. وذكره ابن رجب في "قواعده" ونقل عنه في القاعدة الثامنة عشر (٤). وقد اعتنى به أصحابنا فقرأوه وحفظوه وشرحوه ونظموه، حتى قيل إن شروحه بلغت ثلاثمائة شرح، وحتى إن منهم من شرحه مرتين، فمن أعظم شروحه فيما أعلم وأوسعها في ذكر الخلاف كتاب "المغني" للموفق.


(١) انظر: طبقات الحنابلة (٣/ ١٤٨ - ١٤٩).
(٢) ذكرها ابن البنا في مقدمة شرحه لمختصر الخرقي، وليس كما ذكر المؤلف. انظر: المدخل المفصل (٢/ ٦٨٨ - ٦٨٩).
(٣) طبقات الحنابلة (٣/ ١٤٩).
(٤) تقرير القواعد (١/ ١٤٩).

<<  <   >  >>