للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلست أبالى حين أقتل مسلما … على أىّ جنب كان لله مصرعى

وذلك فى ذات الإله وإن يشا … يبارك على أوصال شلو ممزّع

ثم قام أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله (١)، وكان خبيب هو الذى سنّ الركعتين لكل مسلم قتل صبرا.

واستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبىّ أصحابه يوم أصيبوا. وبعث ناس من كفّار قريش إلى عاصم ابن ثابت-حين حدّثوا أنه قتل-أن يأتوا بشئ منه يعرف، فبعث الله على عاصم مثل الظّلّة من الدّبر (٢) فحمته منهم ومن رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا.

ويقال إن هذه السرية كانت إلى الرجيع بناحية الحجاز-ماء لهذيل بين مكة وعسفان، وهو على سبعة أميال من عسفان- وخبرها أن رهطا من عضل والقارة وهم إلى الهون بن خزيمة أتوا النبى ، وسألوه أن يبعث معهم من يعلمهم شرائع الإسلام، فبعث معهم من ذكر، فلما كانوا بالرجيع غدروا بهم فقتلوهم غير زيد بن الدّثنّة، وخبيب بن عدىّ فإنهما أسرا وبيعا بمكة فقتلا بها بعد


(١) وفى سيرة النبى لابن هشام ٣:٦٧١ «قال ابن إسحاق، حدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد، عن عقبة بن الحارث قال: سمعته يقول: ما أنا والله قتلت خبيبا؛ لأنى كنت أصغر من ذلك، ولكن أبا ميسرة أخا بنى عبد الدار أخذ الحربة فجعلها فى يدى، ثم أخذ بيدى وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله».
(٢) الدبر-بفتح الدال وسكون الموحدة: الزنابير، وقيل ذكور النحل، ولا واحد له من لفظه. (شرح المواهب ٢:٧٣)