للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن صلّى خبيب-قبل قتله-ركعتين، وهو أول من سنهما، ويقال بل زيد بن حارثة (١) حينما أراد الكرىّ (٢) الغدر به.

وفيها فى شوال-وقيل فى ذى القعدة-كان غزوة الخندق، وتسمى الأحزاب، وذلك أن النبى لما أجلى بنى النضير، وساروا إلى خيبر خرج نفر من وجوه يهود بنى النضير، وبنى وائل وأشرافهم منهم: حيىّ بن أخطب، وكنانة (٣) بن أبى الحقيق، وهوذة بن قيس الوائلى من الأوس، وأبو عامر الراهب فى بضعة عشر رجلا حتى


(١) فى الأصول «أسامة بن زيد» والتصويب عن الروض الأنف ٣:٢٣٥، وشرح المواهب ٢:٧٢. وفى تاريخ الخميس ١:٤٥٧ «وفى سيرة مغلطاى أن هذه القصة وقعت لأسامة بن زيد والصواب أنها لأسامة بن حارثة» والخبر كما يروى عن الليث ابن سعد قال: بلغنى أن زيد بن حارثة اكترى من رجل بغلا من الطائف، واشترط عليه الكرى أن ينزله حيث شاء. قال: فمال به إلى خربة فقال له: انزل. فنزل، فإذا فى الخربة قتلى كثيرة، قال: فلما أراد أن يقتله قال: دعنى أصلى ركعتين. قال: صلّ، فقد صلى قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا. قال: فلما صليت أتانى ليقتلنى، قال، فقلت: يا أرحم الراحمين. قال، فسمع صوتا: لا تقتله. قال: فهاب ذلك فخرج يطلب أحدا فلم ير شيئا فرجع إلى، فناديت: يا أرحم الراحمين-ففعل ذلك ثلاثا-فإذا أنا بفارس بيده حربة حديد فى رأسها شعلة من نار، فطعنه بها فأنفذها من ظهره فوقع ميتا، ثم قال: لما دعوت المرة الأولى يا أرحم الراحمين كنت فى السماء السابعة، فلما دعوت المرة الثانية يا أرحم الراحمين كنت فى السماء الدنيا، فلما دعوت المرة الثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك.
(٢) الكرى: الذى يكريك دابته-فعيل بمعنى مفعل. (المعجم الوسيط)
(٣) فى الأصول «كندر» والمثبت عن سيرة النبى لابن هشام ٣:٧٠٠، ومغازى الواقدى ٢:٤٤١، والدرر ١٧٩، والاكتفا ٢:١٥٨، وعيون الأثر ٢:٥٥، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:١٨١، والإمتاع ١:٢١٦، والسيرة الحلبية ٢:٦٢٨، وتاريخ الخميس ١:٤٨٠.