للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله البعير الذى كان تحته، ثم قدمنا إليه السّفرة التى كان فيها الشواء، فقال: ما هذا؟ فقلنا: هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا. فقال: إنى لا آكل ما ذبح لغير الله. ويقال: إن زيدا قال:

إنّا لا نأكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا نأكل إلا ما ذكر اسم الله عليه.

ويقال: إن ملاقاة النبىّ لزيد كانت بأسفل بلدح (١).

وقال ورقة بن نوفل يبكى زيد بن عمرو بن نفيل:

رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما … تجنبت تنورا من النار حاميا

بدينك ربّا ليس ربّ كمثله … وتركك حيات (٢) الجبال كما هيا

تقول إذا جاوزت أرضا مخوفة … باسم الإله بالغداة وساريا

تقول إذا صلّيت فى كل مسجد … حنانيك لا تظهر علينا الأعاديا

***

«السنة الخامسة والثلاثون من مولد النبى »

فيها-ويقال: فى السنة الخامسة والعشرين، وهو غير صحيح-هدمت قريش الكعبة، وجدّدت عمارتها؛ وذلك أن الكعبة كانت مبنية بردم يابس ليس بمدر تنزوه (٣) العناق، وكان بابها بالأرض، ولم يكن لها سقف وإنما تدلّى الكسوة على الجدر من


(١) بلدح: واد قبل مكة من جهة المغرب. (المعجم البلدان لياقوت)
(٢) وفى سيرة النبى لابن هشام بشرح الروض الأنف ١:٢٦٣، والبداية والنهاية ٢:٢٣٨ «أوثان الطواغى».
(٣) تنزوه: أى تثب عليه. (المعجم الوسيط)