للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ست وأربعين وستمائة»

فيها - كما ذكر بعض العصريين، أو فى السنة التى قبلها، فى يوم الاثنين منتصف ربيع الأول كما ذكر الميورقى - عزل المنصور عمر ابن على بن رسول صاحب اليمن مملوكه الأمير فخر الدين الشلاح عن مكة وأعمالها، وولى عوضه محمد بن أحمد بن المسيّب اليمنى، على مال يقوم به - بعد كفاية الجند - وقود مائة فرس فى كل سنة. فتقدم إلى مكة بمرسوم السلطان فدخلها، وخرج عنها الأمير فخر الدين الشلاح؛ فأقام ابن المسيّب أميرا بمكة هذه السنة والتى بعدها، فساءت سيرته، وغيّر (١) فى هذه المدة جميع الخير الذى وضعه السلطان نور الدين، وأعاد الجبايات والمكوسات، وقلع المربعة التى كان السلطان كتبها من جهة إبطال المكوسات والجبايات والمظالم وجعلها على زمزم فى سنة تسع وثلاثين، واستولى على الصدقات التى كانت تصل من اليمن، وأخذ من المجد بن [أبى] (٢) القاسم المال الذى كان تحت يده للملك المظفر. وبنى حصنا بنخلة يسمّى العطشان، واستحلف هذيلا لنفسه، ومنع الجند النفقة، فتفرقوا/ عنه، ومكر مكرا فمكر الله به (٣).


(١) فى الأصول «عز» والمثبت عن العقد الثمين ٣٨٦:١، والعقود اللؤلؤية ٧٧:١.
(٢) إضافة عن العقود اللؤلؤية ٧٨:١.
(٣) شفاء الغرام ٢٠١:٢، والعقود اللؤلؤية ٧٧:١، ٧٨، والسلوك للمقريزى ٣٣٢:١/ ٢، ٣٣٣، وغاية الأمانى ٤٣١:١.