للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة خمس وثلاثين وستمائة»

فيها توجه السلطان نور الدين عمر بن على بن رسول إلى مكة فى ألف فارس، وأطلق لكل جندى يصل إليه من أهل مصر المقيمين بمكة ألف دينار وحصانا وكسوة، فمال إليه كثير منهم، وأرسل إلى راجح بن قتادة؛ فواجهه فى أثناء الطريق، وحمل إلى راجح النقارات والكوسات، واستخدم من أصحابه ثلاثمائة فارس، وسار راجح مسايرا السلطان على الساحل، ثم تقدم إلى مكة. فلما تحقق جغريل وصول الملك المنصور أحرق ما كان معه من الأثقال، وخرج من مكة بمن معه من العسكر قبل وصول صاحب اليمن بيومين - وذلك فى سابع رجب - وتقدّم إلى الديار المصرية. فبعث راجح إلى السلطان [رسولا] (١) يخبره بالخبر وهو بالسّرّين، فبشّره بذلك، فقال له السلطان: من أين جئت؟ قال: من مكّة. قال: ومتى خرجت من مكة؟ قال: أمس العصر. قال له: ما أمارة ذلك؟ قال: هذا كتاب من الشريف راجح. فكثر تعجب السلطان من سرعة سيره، وأمر السلطان الأمراء والمماليك أن يخلعوا عليه ما كان عليهم من الثياب، فخلعوا عليه ما أثقله. وسار السلطان من فوره إلى مكة فدخلها معتمرا فى رجب، وتصدق فى مكة بأموال جزيلة وأنفق على عساكره. وفى هذه الواقعة يقول الأديب جمال الدين محمد ابن حمير يمدح الملك المنصور بقصيدة منها:


(١) إضافة يقتضيها السياق.