فيها - فى مغرب ليلة الأحد ثاني عشر ربيع الأول (١) - وصل مشدّ جدة جاني بك الظاهري من جدة إلى مكة المشرفة، فعند وصوله إلى مكة أرسل إلى نائب البلد القائد قنيد بن مثقال الحسني، ووالي مكة بأن يمسكوا له جماعة من التجار الشاميين المجاورين بمكة المشرفة، وكانوا مقيمين بمكة لم ينزلوا إلى جدة فى هذه السنة، لأن المشد المذكور ظلمهم بجدة، واستأصل جملة من أموالهم. فعلم التجار المذكورون بذلك، فاختفى بعضهم، وأقام باقيهم بالطواف، فأقاموا ليلتهم بكمالها إلى الصبح في الطواف، وأقاموا به وهم ملازمون باب الكعبة الشريفة، والأعوان محيطون بهم من جوانب الحرم، ولم يجد التجار المذكورون لهم ناصرا من الخلق، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فلما تحقق المشد أنه ليس له عليهم قدرة أرسل إليهم وطمأنهم، وذكر أن المتبقي له عند أحدهم بقية حساب من الدراهم نحو ستة عشر أشرفيا. فسلم له ذلك واجتمع ببعضهم فطمأنهم.
وكان السلطان قد أرسل ألا يعطي التجار دلالة، وقرئت
(١) كذا في الاصول، وفي التبر المسبوك ١٧٥ «في غروب ليلة الجمعة ثامن عشر».