للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سعيد بن زيد: والله لقد رأيتنى وإنّ عمر موثقى وأخته على الإسلام، قبل أن يسلم عمر (١).

«سبب إسلام خالد بن سعيد بن العاص»

كان بدء إسلامه أنّه رأى فى النوم أنه وقف به على شفير النّار، فذكر من سعيرها ما الله أعلم به، ورأى كأنّ أباه يدفعه فيها، ورسول الله آخذ بحجزته لا يقع، ففزع من نومه وقال:

أحلف بالله إن هذه الرؤيا لحق. فلقى أبا بكر بن أبى قحافة، فذكر ذلك له، فقال له أبو بكر: أريد بك خيرا، هذا رسول الله فاتبعه؛ فإنك ستتبعه وتدخل معه فى الإسلام، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها، فأبوك واقع فيها. فلقى رسول الله بأجياد فقال:

يا محمد إلام تدعو؟ فقال: أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر، ولا يضرّ ولا ينفع، ولا يدرى من عبده ممن لا يعبده.

قال خالد: فإنى أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله.

فسرّ رسول الله بإسلامه.

وتغيّب خالد، وعلم أبوه بإسلامه، فأرسل فى طلبه فأتى به فأنّبه وضربه بمقرعة فى يده حتى كسرها على رأسه، وقال: والله لأمنعنّك القوت. فقال خالد: إن منعتنى القوت فإن الله يرزقنى ما أعيش به. وانصرف إلى رسول الله ، فكان يلزمه يكون معه (٢).


(١) دلائل النبوة ١:٤٢٢، وتاريخ الإسلام ٢:٨٠.
(٢) دلائل النبوة ١:٤٢٣،٤٢٤، والسيرة النبوية لابن كثير ١:٤٤٤،٤٤٥.