للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة أربع عشرة وخمسمائة»

فيها منع الأفضل بن أمير الجيوش وزير الديار المصرية الناس أن يحجّوا، وقطع الميرة عن الحجاز؛ فغلت الأسعار. وكان الأفضل قد كتب إلى الأشراف بمكة يلومهم على فعل صاحبهم، وضمّن كتبه التهديد والوعيد؛ فضاقوا بذلك ذرعا، ولاموا صاحبهم. فكتب الشريف إلى الأفضل يعتذر، والتزم بردّ الأموال إلى أربابها، ومن قتل من التجار يردّ ماله إلى ورثته وأعاد الأموال فى السنة بعدها (١).

***

«سنة خمس عشرة وخمسمائة»

فيها ظهر بمكة إنسان علوى من فقهاء النظامية (٢) ببغداد، وأمر بالمعروف فكثر جمعه، ونازع أمير مكة قاسم بن أبى هاشم، فقوى أمره، وعزم على أن يخطب لنفسه فعاد ابن أبى هاشم وظفر به، ونفاه عن الحجاز إلى البحرين (٣).


(١) العقد الثمين ٧:٢٩، ودرر الفرائد ٢٥٩.
(٢) المدرسة النظامية: أنشأها أبو على الحسن بن على بن إسحاق بن العباس، الملقب نظام الملك قوام الدين الطوسى سنة ٤٥٧ هـ. وفى سنة ٤٦٢ هـ أوقف عليها أوقافا جليلة، وكانت مفخرة للإسلام، درس فيها أعيان العلماء، والأئمة من رجال المذهب الشافعى (النجوم الزاهرة ٥:١١٧ هامش. والعقد الثمين ٧:٣٠ هامش).
(٣) الكامل لابن الأثير ١٠:٢٢٦، والبداية والنهاية ١٢:١٨٨، والعقد الثمين ٧:٣٠.