فيها - فى أوائل جمادى الأولى - كاد محمد بن عجلان، وعنان بن مغامس، وحسن بن ثقبة، وأخوه أحمد، وولده على بن أحمد يفلتون من الحبس بحيلة دبروها؛ وهى أنهم ربطوا سررا كانت عندهم بثياب معهم وصعدوا فيها - غير محمد بن عجلان - حتى بلغوا طاقة تشرف على منزل ملاصق لسجنهم، فنزلوا منها إليه ففطن لهم بعض الساكنين فيه، فصاح عليهم يظنهم لصوصا، فسمع الصياح الموكلون بهم؛ من خارج السجن؛ فتيقظوا، وعرف الأشراف بتيقظ الموكلين بهم؛ فأحجموا عن الخروج إلا عنانا فإنه أقدم، ولما بلغ باب الدار وثب وثبة فانفك القيد عن إحدى رجليه، وما شعر به أحد حتى خرج، فسار إلى جهة سوق الليل، وما كان غير قليل حتى رأى كبيشا والعسكر يفتشون عليه بضوء معهم، فدنا إلى مزبلة بسوق الليل وأظهر أنه يبول، وأخفاه الله عن أعينهم، فلما رجعوا سار إلى أن لقيه بعض معارفه؛ وهو عمران الحليس فعرّفه خبره، وسأله فى تغييبه. فغيّبه فى بيت بشعب على فى صهريج فيه، ووضع على فمه حشيشا [ودابة](١) لئلا يظهر موضع الصهريج للناظر فى البيت. وفى الصباح أتى كبيش بعسكر إلى ذلك البيت؛ لأنه أنهى إليه أنه فيه؛ فما وجده فيه، فقيل له إن فى البيت صهريجا، فأعرض عن ذلك؛ لما أراده الله من سلامة المختفى فيه. ثم بعث عنان إلى بعض