للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت مدة حصار الخندق خمسة عشر يوما، وقيل عشرين يوما،/وقيل قريبا من شهر (١).

***

«السنة السادسة من الهجرة»

فيها فى غرة ربيع الأول-ويقال فى جمادى الأولى، ويقال فى سنة خمس-كانت غزوة بنى لحيان، وكانوا فى ناحية عسفان.

خرج لهم رسول الله فى مائتى رجل، ومعه عشرون فرسا، يطلبهم بأصحاب الرجيع خبيب بن عدىّ ورفيقيه؛ لأنه وجد عليهم وجدا شديدا، فسلك طريق الشام، وورّى على الناس أنه لا يريدهم ليصيب منهم غرّة، ثم أسرع السير حتى انتهى إلى بطن غران-واد بين أمج [وعسفان] (٢) بينه وبين عسفان خمسة أميال-فوجدهم قد حذروا وتمنعوا فى رءوس الجبال-وثمّ أصيب أهل الرجيع، فترحم عليهم ودعا لهم-وأقام يوما أو يومين فبعث سراياه في كل ناحية فلم يظفروا بأحد، وصلى صلاة الخوف؛ فيما رواه أبو هريرة قال: كان رسول الله نازلا بين ضجنان وعسفان يحاصر المشركين، فقال المشركون: إن لهؤلاء صلاة هى أحب إليهم من أبنائهم وأبكارهم، أجمعوا أمركم ثم ميلوا عليهم ميلة واحدة. فجاء جبريل فأمره أن يقسّم أصحابه نصفين فصلّ بطائفة منهم وطائفة مقبلون على عدوهم قد أخذوا حذرهم وأسلحتهم، فتصلى بهم ركعة، ثم يتأخر هؤلاء ويتقدم أولئك، فتصلى بهم ركعة يكون لهم مع رسول الله ركعة ركعة وللنبى ركعتان.


(١) وانظر خبر هذه الغزوة فى المراجع السابقة، وسيرة النبى لابن هشام ٣: ٦٩٩ - ٧١٥، وعيون الأثر ٢:٥٥ - ٦٨، والسيرة النبوية لابن كثير ٣:١٧٨ - ٢٢٢، والسيرة الحلبية ٢:٦٢٨ - ٦٥٧.
(٢) إضافة على الأصول.