قبورهم، وتأسف جميع أحبابه على فقده، ولم يخلف بعده-فى مجموعه-مثله.
وقال ابنه العز عبد العزيز فى كتابه بلوغ القرى: مات مؤلف الأصل [أى إتحاف الورى] الوالد نجم الدين عمر بن محمد بن فهد الهاشمى المكى-تغمده الله برحمته-بعد أن تعلل مدة بالبطن والإسهال، ثم عرض له ثقل، وانقطع عن البروز نحو عشرين يوما.
كان حاضر الذهن، ويكثر من الشهادة حتى كانت آخر كلامه عند خروج روحه، فجهز فى يومه وصلى عليه صديقه قاضى القضاة الشافعى برهان الدين بن ظهيرة القرشى، عند باب الكعبة بعد صلاة عصر يومه، وحضر خلق كثير، ودفن بالمعلاة على والده، بجانب مصلب عبد الله بن الزبير ﵄.
[أثره العلمى]
لا شك أن ما تركه ابن فهد من دراسات مكتوبة فى الحديث ورجاله كانت ذخيرة يستمد منها دارسوا الحديث وعلومه. وأن ما قام به من ترتيب أسماء تراجم الكتب التى أشرنا إليها سابقا قد سهل على طلاب المعرفة مؤنة البحث ووفر لهم الجهد والوقت، وأن كثيرا ممن أخذ عنه وسمع عليه كانوا حملة علم إلى من جاءوا بعدهم. وقد ترجم ابنه العز لكثير منهم.