للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ويقال فى التى بعدها خرج أبو العاص بن الربيع، وقدم المدينة فى جماعة تجّارا إلى الشام، فلما عادوا وجدتهم سريّة لرسول الله ، مقدمها زيد بن حارثة، فأخذوا ما معهم، واستأسروا بعضهم، وهرب أبو العاص مستخفيا، فأجارته زوجته زينب بنت النبى ، وقال لأصحاب السرية فى ماله فردّوه عليه، ثم قدم إلى مكّة فردّ ما للناس عنده، ثم قال: يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال؟ قالوا: لا. قال: إنى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والله ما منعنى من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا أنى إنما أردت أن آكل أموالكم. ثم خرج فقدم على رسول الله ، فردّ عليه رسول الله زينب بالنكاح الأول-ويقال ردّها بنكاح جديد (١).

***

«السنة الثامنة من الهجرة»

فيها خرج من مكة خالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة، وعمرو بن العاص فقدموا المدينة وأسلموا. قال خالد بن الوليد: لما أراد الله لى ما أراد من الخير قذف فى قلبى الإسلام، وحضرنى رشدى، وقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن [أشهده] (٢) إلا أنصرف وأنا أرى فى نفسى أنى موضع فى غير


(١) مغازى الواقدى ٢:٥٥٣، وشرح المواهب ٢:١٥٥ - ١٥٨.
(٢) إضافة عن مغازى الواقدى ٢:٧٤٦، والسيرة النبوية لابن كثير ٣: ٤٥٠.