للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا عم ما يجزعك؟ قال: والله ما بى جزع الموت، ولكنى أخاف أن يظهر (١) ابن أبى كبشة بمكة. فقال أبو جهل: يا عم لا تخف أنا ضامن ألا يظهر.

***

«السنة الثانية من الهجرة النبوية»

فيها فى رجب قدم المجدّع (٢) فى الله أمير المؤمنين عبد الله بن جحش، وهو أوّل من لقّب أمير المؤمنين فى اثنى عشر مهاجرا- ويقال ثمانية-كل اثنين يعتقبان بعيرا من المدينة إلى نخلة-على ليلة من مكة-ترصد عيرا لقريش، فمرت بهم عير لهم من الطائف، فيهم عمرو بن الحضرمىّ، وعثمان بن عبد الله بن المغيرة المخزومى، وأخوه نوفل، والحكم بن كيسان المخزومى، فهابهم أهل العير وأنكروا أمرهم، فحلق عكّاشة بن محصن الأسدى رأسه، ثم وافى ليطمئن القوم، فقال المشركون: لا بأس؛ قوم عمّار، فأمنوا وقيّدوا ركابهم وسرّحوها. فاشتور المسلمون فى أمرهم، وكان آخر يوم من رجب- ويقال أول يوم من شعبان-فقال قائل منهم: هذه غرّة من عدو وغنم رزقتموه، ولا ندرى من الشهر الحرام هذا اليوم أم لا. وقال قائل منهم: لا نعلم اليوم إلاّ من الشهر الحرام، ولا نرى أن تستحلوه


(١) كذا فى الأصول. وفى تاريخ الخميس ١:٣٥٣ «أن يظهر دين ابن أبى كبشة».
(٢) عرف بذلك لأنه مثل به يوم أحد وقطع أنفه. (الاستيعاب ٣:٨٧٨)