للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قطعت رقبتى هذه،/ولكن تنقضى الهدنة بيننا وبينكم. فرجعوا إلى عبد الواحد فأخبروه، فلما كان يوم النفر الأول خرج عبد الواحد يفيض حتى مضى على وجهه وترك فساطيطه وثقله بمنى، وسار إلى المدينة وخلّى مكة، فدخلها أبو حمزة بغير قتال، فقال بعضهم فى عبد الواحد:-

زار الحجيج عصابة قد خالفوا … دين الإله ففرّ عبد الواحد

ترك الحلائل والإمارة هاربا … ومضى يخبّط كالبعير الشّارد

ثم مضى عبد الواحد حتى دخل المدينة، فضرب على أهلها البعث، وزادهم فى العطاء عشرة عشرة، وأمرهم بالتجهيز (١).

***

«سنة ثلاثين ومائة»

فيها بعث عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان من المدينة النبوية جيشا لقتال أبى حمزة، وأمّر عليهم عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فخرجوا فلما كانوا بالحرّة لقيتهم جزر منحورة. فتقدموا فلما كانوا بالعقيق تعلّق لواؤهم بسمرة فانكسر الرمح؛ فتشاءم الناس بالخروج.

وسار أبو حمزة من مكة لقتال جيش عبد الواحد،


(١) تاريخ الطبرى ٩:٩٥،٩٦، والكامل لابن الأثير ٥:١٥١، والعقد الثمين ٧:١٥٣، وانظر شفاء الغرام ٢:١٧٥،١٧٦.