فيها - فى أواخر المحرم أو أوائل شهر صفر - اجتمع القضاة الثلاثة وهم سوى الحنبلي، ومعهم الباش أمير الترك مغلباى، وشيخ الباسطية البخارى إلى عمارة ابن الزمن التي ببيت الديلمي بالقرب من المروة المتقدم ذكرها، وقالوا: إن شخصا من الفقهاء أنكر عليهم بأنهم خرجوا فى طريق المسلمين وكان كلامه بحضرة كثير من الناس والبناة والعمال - وهو والله صحيح، فإنهم خرجوا بالجدار الذى إلى جانب بيت علي الطهطاوى، حتى سامتوه به فإنه كان بعيدا عنه كثيرا جدا، بل تقدم بنيانهم أيضا هذا الجدار، لأن المهندس قال: إن الباب لا يجيء عنده مستويا إلا بزيادة خرجة أمام الباب فحفروا أيضا أمامه ولم يصلوا إلى آخر أساس جدرهم الذى قدموه، وبنوا على هذه الخرجة، ثم إن المتقدمين في ذلك قالوا: إن المقصود أن العمال يحفروه لتحقيق كذب هذا القائل، ويكتب به محضر ويؤتى بالشهود على القائل ويؤدب. فحفر العمال فى وجه بعض الجدر الطراد بعض شيء. وقالوا: هذا فيه زيادة ونقص. فقال الحاضرون:
لا. ثم إنهم سألوا الفعلة والبناءة في الشهادة على القائل، فما تقدم أحد لذلك بل رد الله كيدهم في نحرهم كما تبين (١)، ثم إنهم كتبوا محضرا ووضع الحاضرون خطهم بذلك، وأراد القاضي المالكي وهو النور على بن أبي اليمن النويرى أن يتخلص مما كتب في المحضر،