الحمد لله حمدا يليق بجلاله ويفصح عن شكري لأفضاله، وأستعين بحوله وقوته، وأصلي على خير خلقه وأشرف رسله محمد بن عبد الله. وبعد
فهذه مقدمة الجزء الرابع من كتاب «أتحاف الورى بأخبار أم القرى» للنجم عمر المدعو محمد بن فهد الهاشمي المكي.
وتتضح قيمة هذا الجزء من كتاب إتحاف الورى، وهو يعتني بتاريخ مكة المكرمة في الحقبة التاريخية الممتدة من سنة ٨٣١ هـ إلى سنة ٨٨٥ هـ وهي سنة وفاة المؤلف رحمه الله تعالى فيما يلي.
إن المؤلف زيّل على أستاذه التقي الفاسي في كتابه شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام بسرد الأحداث سردا حوليا وقت انقطاع شيخه عن التأليف إلى قبيل وفاته-أي إلى أواخر رجب وأوائل شعبان سنة ٨٨٥ هـ.
ولما لم نجد كتبا في التاريخ لمكة في هذه الحقبة لمؤلف معاصر يسير على منهج النجم بن فهد فيدون الأحداث يوما بيوم، أو شهرا بشهر، أو سنة بسنة على النظام الحولي كان لي الحق في أن أقول:
لعل النجم بن فهد يكون هو المؤرخ المعاصر المتفرد بكتابة تاريخ مكة في الحقبة التي هي موضوع هذا الجزء، والتي تزيد قليلا على نصف قرن من الزمان.
وإذا كنا قد وجدنا الفقيه المؤرخ أبا البقاء بن الضياء الحنفي