للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة خمس وخمسين وأربعمائة»

فيها فى سادس ذى الحجة دخل على بن محمد بن على الصّليحى صاحب اليمن مكة وملكها، وفعل فيها أفعالا حسنة، واستعمل الجميل مع أهلها، وأظهر العدل والإحسان، ومنع المفسدين، وطابت به قلوب الناس، وأمن الحاج أمنا لم يعهد مثله؛ لإقامته السياسة والهيبة؛ حتى كانوا يعتمرون ليلا ونهارا، وأموالهم محفوظة ورحالهم محروسة، وتقدم بجلب الأقوات، فرخصت الأسعار، ورفع جور من تقدم، وظهرت منه أفعال جميلة، وانتشرت له الألسنة بالشكر، وكثرت له الأدعية، وكان متواضعا؛ إذا جاز على جمع سلم عليه بيده، وكسا البيت ثيابا بيضا حريرا صيفا، وردّ بنى شيبة عن قبيح أفعالهم، وردّ إلى البيت من الحلى ما كان بنو أبى الطيب الحسنيون أخذوه لما ملكوا بعد شكر؛ لأنهم حملوه إلى اليمن، فابتاعه الصليحى منهم-وكانوا قد عرّوا البيت والميزاب-ودخل البيت ومعه زوجته الحرة الكاملة؛ وكانت حرّه كاسمها مدبرة مستولية عليه وعلى اليمن، وكان يخطب لها على المنابر؛ يخطب أولا للمستنصر، وبعده للصليحى، وبعده لزوجته. فيقال: اللهم أدم أيام الحرة الكاملة السيدة كافلة المؤمنين، وكانت لها صدقات كثيرة، وكرم فائض، وعدل وافر (١).

***


(١) وانظر العقد الثمين ٦:٢٣٨،٢٣٩، وشفاء الغرام ٢:١٩٥،١٩٦، ٢٢٧، والبداية والنهاية ١٢:٨٩،٩٠، والنجوم الزاهرة ٥:٧٢، والمنتظم ٨:٢٣٢، والكامل لابن الأثير ١٠:١١.