للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها شكا النبى إلى عمّه أبى طالب فقال: إنى منذ ليال يأتينى آت معه صاحبان، فينظرون إلىّ ويقولون: هو هو ولم يأن له، (١) فإذا كان قرار يك لرجل منهم ساكت (١). فقد هالنى ذلك. فقال يا ابن أخى: ليس بشئ حلمت. ثم رجع إليه بعد ذلك فقال: يا عم سطا بى الرجل الذى ذكرت لك فأدخل يده فى جوفى حتى إنى لأجد بردها. فخرج به عمه إلى رجل من أهل الكتاب يتطبّب بمكة، فحدثه وقال: عالجه. فصوّب به وصعّد، وكشف عن قدميه، ونظر بين كتفيه وقال: يا عبد مناف ابنك هذا طيب طيب، للخير فيه علامات، إن ظفرت به يهود قتلته. وليس الرئى من الشيطان، ولكنه من النواميس الذين يتجسّسون القلوب للنبوّة. فرجع به.

***

«السنة الحادية والعشرون من مولد النبى »

قد تقدم الفجار الأوّل فى السنة العاشرة والفجار (٢) الثانى فى السنة الرابعة عشرة، وذكر المؤرخون حروبا كثيرة للفجار، قال السهيلى: إنها أربعة. وقال مغلطاى: الصواب أنها ستة. وأجمع ما رأيناه فى ذلك كلام الفاكهى (٣)، فنذكره أو غالبه.


(١) كذا فى الأصول. وفى الوفا بأحوال المصطفى ١:١٤١ «فإذا كان رأيك كرجل منهم ثابت» وعلق عليه المحقق بقوله: كذا ولم أجده.
(٢) كذا فى م، هـ. وفى ت «وبعض الفجار الآخر».
(٣) وقد نقل ما فيه التقى الفاسى فى شفاء الغرام ٢:٩٣ - ٩٦.