للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلب من المنصور قلاوون عسكرا، فسير له عسكرا مقدمه أمير يقال له الجكاجكى (١)، فتوجهوا إلى مكة وأخذوها، وأخرجوا أبا نمى منها، وخطب لجماز وضربت السكة باسمه، وبقيت فى يده مدة يسيرة.

ثم إن امرأة يقال لها أم هجرس من صبايا خزيمة بنت أبى نمى زوجة جماز سقت الأمير جمّازا سمّا؛ فاضطرب له جسمه، وحصل بين الجكاجكى وبين أبى نمى مراسلة فى الباطن، فعرف جماز أنه مغلوب فرحل عن مكة، وأخذ مكة منه نواب أبى نمى، ووصل ١١١ جماز إلى المدينة وهو عليل من السّمّ، فلم يزالوا يعالجونه حتى برئ.

وأرسل الأمير جماز بالجكاجكى مقيّدا إلى السلطان فحبسه. ولم تزل مكة فى يدى أبى نمى إلى أن توفى (٢).

وفيها استوطن الشريف أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسنى الفاسى مكة المشرفة (٣).

***

«سنة ثمان وثمانين وستمائة»

فيها حج بالناس أمير يسمى الشالق، وحج ركب عظيم من


(١) فى الأصول «الجكاكى» وقد صوب ومكرره من العقد الثمين ١:
٤٦٢ - (٢) العقد الثمين ٤٦١:١، ٤٦٢.
(٣) العقد الثمين ٢٩٩:٢.