للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة إحدى وثمانين وسبعمائة»

فيها يقال إن الحجر الأسود قلع من موضعه؛ لتحليته فى هذه السنة من الحلية التى أبدلها الأمير سودون باشا (١).

وفيها بعث الأمير زين الدين بركة العثمانى رأس نوبة النوب (٢) وأحد مدبرى المملكة بها أميرا من مماليكه يقال له سودون باشا لعمارة عين حنين المستجدة من عين ثقبة وعين أبى رخم، وما يحتاج إلى عمارته فى الحرم والحجر والميزاب، وعمل مطهرة، وعمل ربع فوقها ليوقف عليها. فوصل إلى مكة وحلّى ميزاب الكعبة الشريفة الذى عمله الخليفة الناصر العباسى، وهو خشب مبطن برصاص فى الموضع الذى يجرى فيه الماء، وظاهره مما يبدو للناس مطلى بفضة، وهو الآن فى الكعبة لأن فيه مكتوب اسم الخليفة الناصر العباسى، وأظن أنه حلّى باب الكعبة الشريفة، وعمّر رخام الحجر، وطلى سطح الكعبة بنورة، وأنشأ المطهرة بسوق العطارين، بقرب باب بنى شيبة، وكذلك الربع والدكاكين عليها (٣).


(١) تاريخ الكعبة المعظمة ١٥٨.
(٢) رأس نوبة النوب: هو لقب الذى يتحدث على مماليك السلطان أو الأمير وتنفيذ أمره فيهم، والعامة تقول لأعلاهم فى خدمة السلطان: رأس نوبة النوب، وهو خطأ لأن المقصود علو صاحب النوبة لا النوبة نفسها، والصواب فيه أن يقال: رأس رءوس النوب. (صبح الأعشى ٤٥٠:٥).
(٣) السلوك للمقريزى ٣٥٧:٣/ ١، ٣٧٢، وتاريخ الكعبة المعظمة ١٧٤، ١٩٢، ١٩٩.