للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ست وخمسين وأربعمائة»

فيها فى المحرم بعث الأشراف الحسنيون إلى على بن محمد الصليحى-وكانوا قد هربوا عن مكة لمّا دخلها الصليحى:-أن اخرج من بلادنا ورتب منا من تختاره. فرتب أبا هاشم محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبى هاشم محمد بن الحسين بن محمد ابن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الحسنى؛ وكان صهر شكر بن أبى الفتوح على ابنته، وأمّره على الجماعة، وأصلح بين العشائر، واستخدم له العساكر، وأعطاه مالا، وخمسين فرسا وسلاحا، ورجع إلى اليمين فى يوم عاشوراء-وقيل فى ربيع الأول.

وقيل إن الصليحى رحل إلى اليمن متخوفا من الأشراف العلويين؛ لأنهم تجمعوا، فكان أن وقع الوباء فى أصحابه؛ فمات منهم سبعمائة رجل، ولم يبق من أصحابه إلا نفر يسير، فأقام بمكة-نائبا عنه-أبا هاشم المذكور، ثم سار إلى اليمن.

ثم بعد سفر الصليحى من مكة صده الحسنيون (١) بنو سليمان مع حمزة بن أبى وهّاس، فلم يكن لأبى هاشم المذكور بهم طاقة يحاربهم (١)، وخرج من مكة فتبعوه، فرجع وضرب واحدا منهم ضربة فقطع ذراعه وفرسه وجسده ووصل الأرض، فدهشوا ورجعوا


(١) العبارة مضطربة فى الأصول بسبب التقديم والتأخير، والمثبت عن العقد الثمين ١:٤٤٠.