للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«سنة ثمان وتسعين وسبعمائة»

فيها - بعد وصول الحاج إلى القاهرة بنحو نصف شهر - توجه السيد حسن [إلى مكة] (١) ومعه جماعة من الترك، قيل إنهم مائة وثلاثون، وقيل سبعون، ومعه من الخيل تسعون - بتقديم التاء - وغير ذلك مما يحتاج إليه ويتجمل به، ولما انتهى إلى ينبع طالب أميرها وبير بن مخبار (٢) بما عنده مما أنعم به عليه السلطان؛ لأن السلطان بعث قمحا للبيع، فاستولى عليه وبير، ثم أنعم به السلطان على السيد حسن، فتوقف وبير فى تسليم ذلك إليه، فأمر حسن غلمانه بلبس السلاح والتهيؤ للقتال. فلما عرف ذلك وبير أرضاه بخمسمائة وثلاثين ألف درهم، ورحل عنه السيد حسن إلى مكة، وأمر أخاه محمدا وأصحابه بلقائه؛ فاجتمعوا قريبا من ثنية عسفان والسويق.

وكان الأشراف لما سمعوا بإقبال السيد حسن إلى مكة، وخروج أخيه محمد ومن معه منها للقائه رحلوا من عسفان إلى غران (٣) إلى شق طريق الماشى. فطلب السيد حسن الأشراف يوما وليلة فلم يلحقهم؛ لارتفاعهم فى الحرار، وأمر على بن كبيش أن يخرج من


(١) إضافة على الأصول.
(٢) فى الأصول «جماز» وفى الضوء اللامع ٢١٠:١٠ برقم ٩٠٨ «نخبار» والمثبت عن العقد الثمين ٨٨:٤.
(٣) غران: واد يقع بين خليص وعسفان. ويقال اسم لوادى الأزرق خلف أمج، ويقال وراء ساية ويسمى أيضا رهاط. وانظر وفاء الوفا ٢/ ٣٥٣.